إلى مزبلة التاريخ يا علي البخيتي
اخسأ فلن تعدو قدرك، فلست أول من يطعن في الإسلام ولن تكون آخرهم، بل لست بشيء أمام من سبقك ومن هم في هذا العصر، فمنذُ أن أشرقت شمس الرسالة في مكة ثم انتشرت في الجزيرة ثم في مشارق الأرض ومغاربها وأعداء الخير والنور بكل إمكانياتهم يحاربونه، فذهبوا وذهب مكرهم أدراج الرياح وبقي الإسلام شامخا عزيزا رغم أنوف الكافرين والمنافقين والزنادقة والحاقدين والعلمانيين والليبراليين والمأجورين، كما قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وأنت والله لا تستحق الرد لولا مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت تنشر اليوم حتى الرذيلة والتفاهة، فأنت ليس لك رصيد علمي، حتى ترتيب الكلمات لا تحسنه فضلا عن أنك تحسن تتكلم باللغة العربية، فمثلك مثل الذي بال في ماء زمزم وعندما سئل قال: أردت أن أُذْكَر. فليس له رصيد ولا أثر حسن في الناس فأراد أن يُذْكَر ولو بالسب وأراد أن يشتهر ولو بالقذارة.
فلن تضر إلا نفسك، إلا أن تتوب إلى الله وتعود إلى رشدك وعقلك، ولو تسمع سب الناس وشتمهم لك لما استطعت أن تُظهر وجهك بعد ذلك إن بقي حياء، وإلا فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
الذي أحزنني أمر واحد وهو: أنني ما كنتُ أتوقع أن يخرج من اليمن بعد الأسود العنسي وعبد الله بن سبأ أحد بعد أن قبل أهل اليمن الإسلام بدون أي اعتراض فضلا عن القتال والصدام مع رسالة الإسلام، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان يمان)).
فما الذي قدمته أنت وأمثالك للناس بما تتقيؤون به من الأفكار الهدامة؟!
هل قدمتم للناس علما؟ هل قدمتم للناس تقدما؟ لن تقدموا شيئا من ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه فأنت وأمثالك معاول هدم لا بناء.
إنما أردتم أن يترك الناس الفضيلة، وأن يقعوا في الرذيلة، وألَّا يعرف الناس لخالق الكون حقا، ولا يعبدوه، ولا يتبعوا رسله الصادقين، وأردتم ألَّا يؤمن الناس بمجازاة المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته، والظالم على ظلمه، بالعدل بين يدي رب العالمين.
ولا تغتر بمن يتابعك اليوم فهذه عادة عامة الناس إلا من رحم الله، متابعة الغريب والجديد ولو كان تافها ثم يتركونه، وستموت كما مات غيرك ويبقى الذم يتابعك إلى آخر لحظة قال الله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض} وقال سبحانه: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
وقاتل الله مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي يُنشَر فيها كل ما هب ودب، قال الله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.
كتبه : منصور الزبيري